sky Of Mind
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هذا المنتدى لكي يتدارس الناس المواضيع مع بعضهم، وفي خلال ذلك قوم من الذين اعطاهم ربنا الحكمة يعلمون الناس الحكمة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الماسة الصافية

الماسة الصافية


عدد المساهمات : 81
تاريخ التسجيل : 30/10/2011

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ  Empty
مُساهمةموضوع: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ    إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ  I_icon_minitimeالأحد يناير 29, 2012 1:09 am

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهدين وسلم تسليما كثيرا
المستفاد من الآية إن هناك أولياء ثلاثة وهم: اللّه تعالى، ورسوله، والمؤمنون الموصوفون بالأوصاف الثلاثة، أما غير هؤلاء من المؤمنين فهم مولّى عليهم، ولا يتحقّق ذلك إلاّ بتفسير الولي بالزعيم والمتصرّف في شؤون المولّـى عليه.


سبب نزول الآية:

نقل الجصاص في أحكام القرآن: ( قال الله تعالى : [ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ] . . . روي عن مجاهد السدي وأبي جعفر وعتبة بن أبي حكيم : إنها نزلت في علي بن أبي طالب ( ع ) حين تصدق بخاتمه وهو راكع . . . قوله تعالى : [ ويؤتون الزكاة وهم راكعون ] يدل على إن صدقة التطوع تسمى زكاة لأن عليا ( ع ) تصدق بخاتمه تطوعا )[1].

وقال السيوطي:

( عن عمار بن ياسر : وقف بعلي بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل . . . فنزلت : إنما وليكم الله ورسوله . . .)[2].

وقال أيضاً:

( عن ابن عباس قال : الآية ( إنما وليكم الله ورسوله . . أنزلت في علي بن أبي طالب )[3].

وقال الواحدي:

( قوله تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) . . . قال : الكلبي وزاد أن آخر الآية في علي ( رض ) لأنه أعطى خاتمه سائلا وهو راكع في الصلاة )[4].

هذا وقد نقل جمع كبير من علماء القوم أحاديث في نزولها في علي (ع) منهم:

1- الحافظ الهيثمي في ( مجمع الزوائد - ج 7 ص 17 ط مكتبة القدسي في القاهرة ) .

2- و الحافظ أخطب خوارزم في ( المناقب - ص 177 ط تبريز ). والعلامة الزرندي في ( نظم درر السمطين - ص 87 ط مطبعة القضاء ) .

3- والعلامة الأستاذ توفيق أبو علم في ( أهل البيت - ص 60 و 224 ط السعادة بالقاهرة ) .

4- والعلامة السيوطي في ( الحاوي للفتاوى - ص 119 ط مكتبة القدسي بالقاهرة ).

5- والعلامة ابن كثير الدمشقي في ( تفسير القرآن المطبوع بهامش فتح البيان ج 3 ص 367 ) .

6- والحاكم عبيد الله الحسكاني من أعلام القرن الخامس في ( شواهد التنزيل ج 1 ص 161 ط الأعلمي ببيروت ) .

7- والحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري في ( الرياض النضرة - ج1 ص 227 ط مصر )، وفي ( ذخائر العقبى - ص 102 ط مكتبة القدسي بمصر ) كذلك.

8- والعلامة الشيباني في ( المختار في مناقب الأخيار - ص 4 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق ) .

9- والعلامة البلخي القندوزي في ( ينابيع المودة - ص 218 ط اسلامبول )

10- و في مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 311 ح 354 و 355 و 356 و 357 و 358.

11- وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 228 و 250 و 251 ط الحيدرية وص 106 و 122 و 123 ط الغري .

12- وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي ص 88 و 102 ، المناقب للخوارزمي الحنفي ص 187.

13- وفي ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 \ 409 ح 908 و 909.

14- وفي الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 123 و 108.

15- وفي الدر المنثور للسيوطي ج 2 \ 293.

16- وفي فتح القدير للشوكاني ج 2 \ 53.

17- وفي التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي ج 1 \ 181.

18- وفي الكشاف للزمخشري ج 1 \ 649.

19- وفي تفسير الطبري ج 6 \ 288 - 289 .

20- وفي زاد السير في علم التفسير لابن الجوزي الحنبلي ج 2 \ 383.

21- وفي تفسير القرطبي ج 6 \ 219 – 220.

22- وفي التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي ج 1 \ 210.

23- وفي فتح البيان في مقاصد القرآن ج 3 \ 51.

24- وفي أسباب النزول للواحدي ص 148 ط الهندية وص 113 ط الحلبي بمصر.

25- وفي لباب النقول للسيوطي بهامش تفسير الجلالين ص 213.

26- وفي تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص 18 وص 208 ط النجف وص 15 ط الحيدرية.

27- وفي نور الأبصار للشبلنجي ص 71 ط العثمانية وص 70 ط السعيدية بمصر.

28- وفي ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 115 ط اسلامبول وص 135 ط الحيدرية و ج 1 \ 114 و ج 2 \ 37.

29- وفي تفسير الفخر الرازي ج 12 \ 26 و 20 ط البهية بمصر و ج 3 \ 431 ط الدار العامرة بمصر.

30- وفي تفسير ابن كثير ج 2 \ 71 احياء الكتب.

31- وفي أحكام القرآن للجصاص ج 4 \ 102 ط عبد الرحمن محمد.

32- وفي مجمع الزوائد ج 7 \ 17 ، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 86 – 88.

33- وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 13 \ 277 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و ج 3 \ 275 ط 1 بمصر.

34- وفي الصواعق المحرقة لابن حجر ص 24 ط الميمنية وص 39 ط المحمدية.

35- وفي أنساب الاشراف للبلاذري ج 2 \ 150 ح 151 ط بيروت.

36- وفي تفسير النسفي ج 1 \ 289.

37- وفي الحاوي للفتاوي للسيوطي ج 1 \ 139 و 140.

38- وفي كنز العمال ج 15 \ 146 ح 416 وص 95 ح 269 ط 2.

39- وفي منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 \ 38.

40- وفي جامع الأصول ج 9 \ 478.

41- وفي الرياض النضرة ج 2 \ 273 و 302.

وفي معالم التنزيل بهامش تفسير الخازن ج 2 \ 55 . والكثير غيرها، يقول الآلوسي صاحب التفسير المسمى بروح المعاني: ( غالب الأخباريين على أن هذه الآية نزلت في علي كرم الله وجهه )[5]. ومنه يُعلم كذب ابن تيمية الذي قال: ( قد وضع بعض الكذابين حديثا مفترى أن هذه الآية نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل، وكذبه بين ). وأضاف: ( وأجمع أهل العلم بالنقل على أنها لم تنزل في علي بخصوصه ، وأن عليا لم يتصدق بخاتمه في الصلاة ، وأجمع أهل العلم بالحديث على أن القصة المروية في ذلك من الكذب الموضوع ، وأن جمهور الأمة لم تسمع هذا الخبر )[6].

الولي هنا كما لا يخفى هو الأولى بالتصرف كما في قولنا: فلان ولي القاصر، وقد صرح اللغويون بأن كل من ولي أمر واحد فهو وليه[7]، فيكون المعنى أن الذي يلي أموركم فيكون أولى بها منكم إنما هو الله عز وجل ورسوله وعلي ، لأنه هو الذي اجتمعت به هذه الصفات؛ الإيمان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، في حال الركوع ونزلت فيه الآية ، وقد أثبت الله فيها الولاية لنفسه تعالى ولنبيه ولوليه على نسق واحد ، وولاية الله عز وجل عامة ، فولاية النبي والولي مثلها وعلى أسلوبها ، ولا يجوز أن يكون هنا بمعنى النصير أو المحب أو نحوهما إذ لا يبقى لهذا الحصر وجه.

ولكن القوم لديهم إشكالات كثيرة، سنوردها إن شاء الله مع الجواب عليها:-




الإشكال الأول:


وردت الآية في سياق آيات تنهى عن ولاية أهل الكتاب والكفار، قال تعالى:

(( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (51) فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين (52) ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين (53) يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم (54) إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (55) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون (56) )). ولذلك ذهب جماعة من مفسري القوم إلى اشتراكها مع ما قبلها وما بعدها من حيث السياق ، وجعل الجميع سياقاً واحداً يقصد به بيان وظيفة المؤمنين في أمر ولاية الأشخاص؛ ولاية النصرة ، والنهى عن ولاية اليهود والنصارى والكفار ، وتكون الآية دالة على مثل ما يدل عليه مجموع قوله تعالى : ( والله ولى المؤمنين )[8] ، وقوله تعالى : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم )[9]، وقوله تعالى في المؤمنين: ( أولئك بعضهم أولياء بعض )[10]، وقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[11]. فيكون معنى الآية هو جعل ولاية النصرة لله ولرسوله والمؤمنين على المؤمنين.

فالولاية بالنتيجة هي ولاية النصرة، لا ولاية التصرف.

وبخصوص قوله تعالى: ( وهم راكعون ) الذي ينقض شبهتهم هذه، لأنه فُسر بشخص واحد لا بجميع المؤمنين، يقولون إن الركوع هنا يُقصد منه معناه المجازي وهو مطلق الخضوع لله لا خصوص الركوع المعروف.

ويعود معنى الآية إلى أنه ليس أولياؤكم اليهود والنصارى والمنافقين بل أولياؤكم الله ورسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة.

الجواب:

1- السّياق يكون حجّة فيما لو لم يقم دليل على خلافه، فمن المعلوم أن ترتيب الكتاب وجمعه لم يكن على وفق ترتيب نزول الآيات بإجماع المسلمين. فسورة المائدة، وإن كانت نزلت في آخر عهد رسول الله (ص)، غير أن آياتها لم تنزل دفعة واحدة وليس مجرد وقوع الآية بعد الآية أو قبل الآية يدل على وحدة السياق، ولا أن بعض المناسبة بين آية وآية يدل على نزولهما معا دفعة واحدة أو اتحادهما في السياق.

2- بعد التسليم جدلاً بكون السياق قرينة فإن آية ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ليست قبل قوله تعالى : ( إنما وليكم الله . . ) بل هي مفصولة عن هذه الآية بآيات عديدة أجنبية عنها ، فلا تصلح قرينة لحمل الولي على الناصر المفهوم من قوله تعالى: ( لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ). وأما التي بعدها وهي قوله تعالى: { وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }[12]، فهي مناسبة لكون المراد "الأولوية" بكل وضوح، لأن المراد بتولي الله ورسوله والذين آمنوا هو اتخاذهم أولياء والقول بولايتهم بالمعنى الذي أريد من الولي في ( إنما وليكم الله . . ) فكيف لا تحصل المناسبة ؟ فظهر أن الآية الكريمة - وبالنظر إلى أحاديث الفريقين الواردة في شأن نزولها - نص في إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام ، بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل .

3- إن ولاية النصرة لا تلائم سياق قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )، فقوله تعالى: ( بعضهم أولياء بعض ) وقوله تعالى: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) لا يناسبهما ولاية النصرة، لأن مثل هذا العقد وهو النصرة لا يستوجب أن يصير أحدهما الآخر، ويلحق به، بخلاف عقد ولاية المودة التي توجب الامتزاج النفسي والروحي بين الطرفين ، وتبيح لأحدهما التصرف الروحي والجسمي في شؤون الآخر الحيوية وتقارب الجماعتين في الأخلاق والأعمال. فالآيات غير مسوقة لهذا الغرض أصلاً.

4- لا يصح الإعراض في تفسير الآيات عن الروايات وأسباب النزول، لاسيما وهي كثيرة جداً.


الإشكال الثاني:


الآية الكريمة وردت بلفظ الجمع ولاسيما قوله تعالى: ( ... والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )، فكيف يكون المراد منها شخص واحد.

الجواب:

1- الآيات تفسرها الروايات وهي مستفيضة في أن الآية نزلت في علي (ع)، ولو راجعت تفسير ابن كثير في ذيل هذه الآية المباركة تجده يعترف بصحة بعض أسانيد هذه الأخبار[13].

2- التعبير بلفظ الجمع وإرادة المفرد في المعنى ورد كثيراً في القرآن الكريم، من قبيل قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة - إلى أن قوله تعالى - تسرون إليهم بالمودة )[14]، وقد صح أن المراد به حاطب بن أبى بلتعة في مكاتبته قريشاً. وقوله تعالى: (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )[15]، وقد صح أن القائل به عبد الله بن أبي بن سلول. وقوله تعالى: ( يسألونك ماذا ينفقون)[16]، والسائل عنه واحد. وقوله تعالى: ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية )[17]، وقد ورد أن المنفق كان عليا أو أبا بكر. وقوله تعالى: ( يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة )[18]، والقائل هو عبد الله بن أبى، على ما رووا في سبب نزوله وتلقوه بالقبول، والآية واقعة بين الآيات المبحوث عنها نفسها.

فإن قيل : إن هذه الموارد لا تخلو عن أناس كانوا يرون رأيهم أو يرضون بفعالهم فعبر الله تعالى عنهم وعمن يلحق بهم بصيغة الجمع. قيل: إن محصل قولكم إن هذا جائز في اللغة لنكتة أو سبب إذن ليجرِ هذا في قوله تعالى: ( والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ).

3- إن جل الناقلين لأخبار نزول الآية هم صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتابعون المتصلون بهم زماناً وهم من زمرة العرب العرباء الذين لم تفسد لغتهم ولم تختلط ألسنتهم، ولو كان هذا النحو من الاستعمال لا تبيحه اللغة ولا يعهده أهلها لم تقبله طباعهم، ولكانوا أحق باستشكاله والاعتراض عليه، ولم يؤثر من أحد منهم ذلك.

4- قال الزمخشري جواباً على الإشكال: ( فإن قلت : كيف صح أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة ؟ قلت : جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه ، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان وتفقد الفقراء ، حتى إن لزهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخروه إلى الفرغ منها )[19].


الإشكال الثالث:


إن التصدق بالخاتم لا يُسمى زكاة.

الجواب:

إن تعين لفظ الزكاة في معناها المصطلح إنما تحقق بعد نزول القرآن بوجوبها وتشريعها في الدين، وأما المعنى اللغوي فهو أعم و يعني إنفاق المال لوجه الله لاسيما حين تقابل الصلاة كما يظهر مما وقع فيما حكاه الله عن الأنبياء السالفين كقوله تعالى في إبراهيم وإسحاق ويعقوب: ( وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة )[20]، وقوله تعالى في إسماعيل: ( وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا )[21]، وقوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام في المهد: ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا )[22]. ومن المعلوم أن ليس في شرائعهم الزكاة المالية بالمعنى الذي اصطلح عليه في الإسلام. وكذا قوله تعالى: ( قد أفلح من تزكى - وذكر اسم ربه فصلى )[23]، وقوله تعالى: ( الذي يؤتى ماله يتزكى )[24]، وقوله تعالى : ( الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون )[25]، وقوله تعالى : ( والذين هم للزكاة فاعلون )[26]. وغير ذلك من الآيات الواقعة في السور المكية وخاصة السور النازلة في أوائل البعثة كسورة حم السجدة وغيرها، ولم تكن شرعت الزكاة المصطلحة بعد، فليت شعري ماذا كان يفهمه المسلمون من هذه الآيات في لفظ الزكاة ؟ بل آية الزكاة أعني قوله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم)[27]. تدل على أن الزكاة من أفراد الصدقة، وإنما سميت زكاة لكون الصدقة مطهرة مزكية مطلقا، وقد غلب استعمالها في الصدقة المصطلحة. فتبين من جميع ما ذكرنا إنه لا مانع من تسمية مطلق الصدقة والإنفاق في سبيل الله زكاة.


الإشكال الرابع:


قالوا يُحتمل أن تكون الواو في قوله تعالى: ( وهم راكعون ) واو عاطفة لا واو حالية ، وحينئذ يسقط الاستدلال، لأن الاستدلال يتوقف على أن تكون الواو هذه حالية ، فالذي أعطى الخاتم ، إعطاؤه كان حال كونه راكعا ، وهو علي ( عليه السلام ) ، أما لو كانت الواو عاطفة يكون المعنى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) أي هم يركعون، يؤتون الزكاة ويصلون ويركعون، ولا علاقة للآية المباركة بالقضية.



الجواب:

هذا الاحتمال يندفع بمجرد نظرة سريعة إلى الروايات الواردة في القضية، وهي صريحة في كون الواو هذه حالية. فهي تقول : تصدق علي وهو راكع.

كما أن الكثير من المفسرين قالوا إن الواو حالية، ومنهم الزمخشري صاحب تفسير الكشّاف، وهو تفسير لغوي وبلاغي كما هو معروف.


الإشكال الخامس:


يفترض أن يكون علي ( عليه السلام ) في حال الصلاة منشغلا بالله سبحانه وتعالى ، منصرفا عن هذا العالم ، ولذا عندنا في بعض الروايات أنه لما أصيب في بعض الحروب بسهم في رجله وأريد إخراج ذلك السهم من رجله ، قيل انتظروا ليقف إلى الصلاة ، وأخرجوا السهم من رجله وهو في حال الصلاة ، لأنه حينئذ لا يشعر بالألم ، المفترض أن يكون أمير المؤمنين هكذا ، ففي أثناء الصلاة وهو مشغول بالله سبحانه وتعالى كيف يسمع صوت السائل ؟ وكيف يلتفت إلى السائل ؟ وكيف يشير إليه ويومي بالتقدم نحوه ، ثم يرسل يده ليخرج الخاتم من أصبعه ؟

الجواب:

أولا : لقد عدت هذه القضية عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب أمير المؤمنين ، فلو كان لهذا الإشكال أدنى مجال لما عد فعله من مناقبه .

وثانيا : هذا الالتفات لم يكن من أمير المؤمنين إلى أمر دنيوي ، وإنما كانت عبادة في ضمن عبادة .


الإشكال السادس:


حاول البعض تضعيف الروايات التي وردت من طريق الشيعة عبر المناقشة في أسانيدها.

الجواب:

أولاً : إنّ أهل العلم بالحديث والمصطلح يعرفون أنّ المناقشات السندية إنما تكون في أخبار الآحاد والتي ينحصر رواتها في الواحد والاثنين دون ما بلغ مبلغ التواتر والشهرة والاستفاضة, فإن المتواترات والمشهورات لا تحتاج إلى ملاحظة أسانيدها , لأن السند إنما يُحتاج إليه للإثبات والوصول وتلك ثابتة بغير حاجة إلى مفردات الأسانيد . فثبوتها لم يستند إلى الأسانيد حتى تكون المناقشة فيها مؤثرة في ما تواتر أو اشتهر .

وقضية نزول آية الولاية في حقّ أمير المؤمنين عليه السلام حال الصلاة وتصدقه حينذاك على المسكين , هي من الوقائع المسلمة.


الإشكال السابع:


يقولون يوجد مانع من قبول ما تقولون، وهو إن إثبات الولاية لأمير المؤمنين (ع) يعني إثباتها له في حياة النبي (ص)، وهو لا يجوز.

الجواب:

إن التصرف من شؤون صاحب الولاية سواء كان نبياً أو وصي نبي ، فقد يكون حاصلا له بالفعل وقد لا يكون ، والمقصود بالاستدلال هنا إثبات الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام .

أما تصرفه في الأمور فمن الواضح كونه موقوفا على ما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا كما يثبت بالوصية استحقاقها للوصي وإن منعه وجود الموصي من التصرف ، وكذلك جعل النبي في حياته الولاية لعلي كما في غير واحد من الأحاديث ، وتنزيله إياه من نفسه بمنزلة هارون من موسى كما في حديث المنزلة .


الإشكال الثامن:


الدليل على بطلان دلالة هذه الآية الكريمة على (أصل الإمامة) هو عدم امتلاكها لشرط الدليل الأصولي، ألا وهو الإحكام والقطع، أو الوضوح والصراحة في الدلالة على المراد.

فالآية متشابهة - هذا في أحسن أحوالها - وليست نصاً في (الإمامة) عموماً، ولا في (إمامة) علي - أو أحد غيره - خصوصاً.

والاستدلال بها على هذه المسألة ظن واحتمال، و تخرص واستنتاج أو استنباط. وهذا كله لا يصلح في باب الأصول، والقول به إتباع للمتشابه، وقد نهينا عنه بنص قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلوبهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ)[28].

الجواب:

القول في إن الآية متشابهة غريب تماماً، بعد أن ثبت تفسيرها بروايات كثيرة جداً.

ورد في شرح مسلم:

( قد اختلف المفسرون والأصوليون وغيرهم في المحكم والمتشابه اختلافا كثيرا قال الغزالي في المستصفى إذا لم يرد توقيف في تفسيره فينبغي أن يفسر بما يعرفه أهل اللغة وتناسب اللفظ من حيث الوضع )[29]. إذن إذا ورد تفسير فيؤخذ به.

وورد في مقدمة فتح الباري:

( ولذا كانت حاجتنا إلى السنة ماسة لتفصيل الكتاب وبيان أحكامه وإلا فمن أين المحكم والمتشابه من الآيات (كذا)[30]. فهي إذن ملازمة له ملازمة المعاني للألفاظ. وإذا كان صلى الله عليه وسلم أبان ما فهمه من كتابه بسلوكه وكلامه فكذلك خلفاؤه وصحابته أوضحوا لنا ما وعوه من الرسول وما فهموه منه في القول والعمل ورد الفروع إلى الأصول. ولذا حثنا صلى الله عليه وسلم على إتباع هديهم. " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ " - " أوتيت القرآن ومثله معه " )[31].

السنة إذن تبين القرآن.

أما إذا أُريد منع الاستدلال بالآية على أصل الإمامة كما هو ظاهر ما فعله الدكتور طه حامد الدليمي في كتابه ( آية الولاية وعلاقتها بالإمامة )[32] فجوابه إن الشيعة يستدلون بآيات كثيرة لإثبات أصل الإمامة في القرآن، منها الآية قيد البحث، والقول بأنها متشابهة هو التخرص بعينه، وقد رددنا على شبهاتهم في هذا الصدد.


الإشكال التاسع:


من الشبهات التي أثارها الدليمي في كتابه قوله: ( لقد جاء لفظ (الولي) في عشرات الآيات، ولا علاقة له فيها بـ(الإمامة) أو الخلافة منها:

قوله تعالى عن زكريا u : (فهب لي من لدنك وليا) (مريم:5).

(فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) (البقرة:282).

(وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) (الإسراء:33).

وقوله عن الرهط الذين بيتوا قتل النبي صالح u : (لَنُبَيتَنهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ) (النمل:49). وليس معنى (وليه) (إمامه) قطعاً؛ فإن صالح عليه السلام نبي. فهو الإمام بكل الاعتبارات.

(وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً) (النساء:45).

(وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً) (الكهف:17).

(وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبيناً) (النساء:119).

(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ) (الإسراء:111).

(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) (البقرة:257).فما الذي جعل (وليكم) في تلك الآية (إمامكم)، وحال دون جعلها كذلك في غيرها من الآيات. وهي بالعشرات )[33] ؟!

الجواب:

لابد من الالتفات إلى إننا لا نقول إن دلالة لفظ الولي ومشتقاته لا يمكن أن تأتي بمعنى الناصر في بعض المواضع، كما إن معنى الولي الذي نقوله في الآية التي نستدل بها هو الذي يملك حق التصرف أو ولاية التصرف، وبطبيعة الحال هذا التصرف محدداً بنوع الولاية، فالولاية على الأمة أو التصرف بشؤونها أوسع من الولاية على القاصر والتصرف بشؤونه، وهكذا.

فالمهم في الأمر هو إثبات معنى الولاية في الموضع المعين بأنها ولاية التصرف، أما حدودها فيحددها موضوع الولاية، فليس كل ولاية تصرف يجب صرفها إلى معنى الإمامة العامة كما يريد الدليمي.

والآن لننظر في الآيات التي ساقها:

1- قوله تعالى عن زكريا u : (فهب لي من لدنك وليا) (مريم:5).

في هذه الآية يطلب زكريا (ع) من ربه أن يهب له ولياً بمعنى ولي عهد له، أي إنه ولي له ولاية التصرف في ميراثه، فالآية تنفعنا ولا تنفع الخصم، ولا يقال هنا هل الولي هذا إمام على زكريا، لأنه وإن كانت له ولاية التصرف فهي مقيدة بما بعد حياة زكريا.

ويدل على ما نقول أنه (ع) يكمل قوله كما حكاه القرآن بقوله تعالى: (يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا )( مريم 6 )، والوارث له حق التصرف بالميراث بعد وفاة من يرثه. وقوله تعالى: ( ويرث من آل يعقوب ) يدل على ميراث النبوة، وقوله تعالى في آية 12 من نفس السورة: ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا ). يدل على ولاية الحكم والتصرف، ولكن بعد زكريا لأنه وراث له.

2- (فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) (البقرة:282).

وهنا أيضاً الولي بمعنى المتصرف لا الناصر لأن الولي على السفيه والضعيف والذي لا يستطيع أن يمل، أي المغلوب على عقله كما قيل، فهذا يُحجر عليه، ووليه إذن هو من يملك حق التصرف في شؤونه.

قال الشافعي:

( فإن قال قائل : فهل للحجر في القرآن أصل يدل عليه ؟ قيل : نعم ، إن شاء الله ، قال الله عز وجل " فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو ، فليملل وليه بالعدل " الآية )[34].

وقال أيضاً:

( " فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل " وأثبت الولاية على السفيه والضعيف والذي لا يستطيع أن يمل هو وأمر وليه بالإملاء عليه لأنه أقامه فيما لا غناء به عنه من ماله مقامه ( قال الشافعي ) قد قيل والذي لا يستطيع أن يمل يحتمل أن يكون المغلوب على عقله وهو أشبه معانيه والله أعلم )[35].

وقال النووي:

( والدليل على ثبوت الحجر على السفيه والصبي والمجنون قوله تعالى " فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل " والسفيه يجمع المبذر لماله والمحجور عليه لصغر ، والضعيف يجمع الشيخ الكبير الفاني والصغير المجنون . فأخبر الله تعالى بأن هؤلاء ينوب عنهم أولياؤهم فيما لهم وعليهم فدل على ثبوت الحجر عليهم )[36].

3- قوله تعالى: (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) (الإسراء:33).

وهي تتحدث عن ولي الدم الذي جعل الله له سلطاناً، فهو يملك ولاية التصرف.

قال النووي:

( وقوله تعالى ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ) والسلطان القصاص ، ولم يفرق بين أن يقتله واحد أو جماعة . وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ثم أنتم يا خزاعة قد قلتم هذا القتيل من هذيل ، وأنا والله عاقله فمن قتل بعده قتيلا فأهله بين خيرتين إن أحبوا قتلوا وإن أحبوا أخذوا الدية " )[37].

فلولي القتيل بحسب الحديث أن يأخذ الجزية، أو يقتل القاتل.

4- وقوله عن الرهط الذين بيتوا قتل النبي صالح u : ( لَنُبَيتَنهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ ) (النمل:49). وليس معنى (وليه) (إمامه) قطعاً؛ فإن صالح عليه السلام نبي. فهو الإمام بكل الاعتبارات.

أقول نعم صالح (ع) نبي، ولكن ما ذهب له الدليمي سوء فهم منه، فالمراد من وليه أهله، أو ولي الدم، وهذا الولي له ولاية التصرف والمطالبة بدم المقتول. فقولهم ( لنقولن لوليه )، يريدون به ولي الدم، الذي تكون ولايته نافذة بعد تحقق القتل، ولم يقل أحد إن هذا الولي إمام لصالح (ع)، وعدم كونه إماماً لا يعني أن ولايته ليست ولاية تصرف.

إذن هذه الآية تثبت ولاية التصرف أيضاً، وتُفشل زعم الدليمي عدم وجود مثل هذه الولاية في القرآن.

5- قوله تعالى: (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً) (النساء:45).

هذه الآية إذا كانت تدل على ولاية النصرة، فدلالتها هذه لا تعني عدم وجود ولاية التصرف.

6- (وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً) (الكهف:17).

والقول فيها مثله في سابقتها.

7- (وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبيناً) (النساء:119).

الولي هنا بمعنى المتصرف، قال السمرقندي: ( ( ومن يتخذ الشيطان وليا ) يعني يعبد الشيطان ويطيعه ( من دون الله ) تعالى يعني ترك أمر الله تعالى وطاعته (فقد خسر خسرانا مبينا) يعني ضل ضلالا ( مبينا ) بينا عن الحق )[38].

وقال الثعلبي:

( ( ومن يتخذ الشيطان وليا ) أي ربا ( من دون الله ) فيطيعوه ( فقد خسر خسرانا مبينا ) )[39].

8- (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ) (الإسراء:111).

نفي الولي بمعنى المتصرف عن الله أمر بديهي، ولكنه لا يعني كما هو معلوم أنه تعالى ليس له ولاية التصرف. نعم الولي هنا بمعنى الناصر، ولكنه لا ينفي وجود الولي بمعنى المتصرف في مواضع أخرى.

9- (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) (البقرة:257).فما الذي جعل (وليكم) في تلك الآية (إمامكم)، وحال دون جعلها كذلك في غيرها من الآيات. وهي بالعشرات)؟!

نعم الله ولي الذين آمنوا والقول بوجود ولي منصب من الله تعالى لا يعني شيئاً أكثر من أن الولاية لله تعالى، وهو تعالى يمنحها لمن اصطفى. وكون لفظة الولي وردت في مواضع بمعنى الناصر لا ينفي دلالتها الأخرى على المتصرف.

[1] - ج 2 ص 625

[2] - أسباب النزول للسيوطي ج 1 ص 429

[3] - ج 1 ص 430

[4] - أسباب النزول للواحدي ص 162

[5] - روح المعاني 6 / 168 .

[6] - منهاج السنة 2 / 30 .

[7] - راجع مادة ولي من الصحاح ، أو من مختار الصحاح ، أو غيرهما من معاجم اللغة .

[8] - آل عمران : 68

[9] - الأحزاب : 6

[10] - الأنفال : 72

[11] - التوبة71

[12] - المائدة56

[13] - تفسير ابن كثير 2 / 64

[14] - الممتحنة : 1

[15] - المنافقون : 8

[16] - البقرة : 215

[17] - البقرة : 274

[18] - المائدة52

[19] - الكشاف ج 1 ص 623

[20] - الأنبياء : 73

[21] - مريم : 55

[22] - مريم : 31

[23] - الأعلى : 15

[24] - الليل : 18

[25] - حم السجدة : 7

[26] - المؤمنون : 4

[27] - التوبة : 103

[28] - آل عمران/7

[29] - شرح مسلم - النووي - ج 16 - ص 217

[30] - ولعلها كيف نعرف المحكم والمتشابه.

[31] - مقدمة فتح الباري - ابن حجر - ص مقدمة الكتاب 6

[32] - انظر ص 8 وما بعدها من الكتاب المذكور.

[33] - آية الولاية وعلاقتها بالإمامة ص19 وما بعدها.

[34] - كتاب الأم - الإمام الشافعي - ج 2 - ص 268

[35] - كتاب الأم - الإمام الشافعي - ج 3 - ص 223

[36] - المجموع - محيى الدين النووي - ج 13 - ص 345

[37] - المجموع - محيى الدين النووي - ج 18 - ص 370

[38] - تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج 1 - ص 365

[39] - تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج 3 - ص 389
http://ar.al-mehdyoon.org/adela/al-sunna/walyokom.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
sky Of Mind :: السيد أحمد الحسن اليماني الموعود :: مناقشة المسلمين :: المسلمين السنة-
انتقل الى: