بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربي العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهدين وسلم تسليما كثيرا
القائلون بصحة الحديث وتواتره:
1- الحافظ أبو عيسى الترمذي المتوفى 279 * قال في صحيحه ج2 ص 298 بعد ذكر الحديث: هذا حديث حسن صحيح.
2 - الحافظ أبو جعفر الطحاوي المتوفى 279 * قال في " مشكل الآثار " ج 2 ص 308: قال أبو جعفر: فدفع دافع هذا الحديث وزعم أنه مستحيل وذكر أن عليا لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم في خروجه إلى الحج من المدينة الذي مر في طريقه بغدير خم بالجحفة، وذكر في ذلك ما قد حدثنا أحمد بإسناده قال: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال:
دخلنا على جابر بن عبد الله فذكر حديثه في حجة النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: فقدم علي من اليمن ببدن النبي. ثم ذكر بقية الحديث.
قال أبو جعفر: فهذا الحديث صحيح الإسناد، ولا طعن لأحد في رواته، وفيه:
إن ذلك القول كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة.
فقال هذا القائل: فإن هذا الحديث روي عن سعد بن أبي وقاص في هذه القصة، وإن ذلك القول إنما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خم في خروجه من المدينة إلى الحج لا في رجوعه من الحج إلى المدينة.
قال أبو جعفر: وكان الصحيح في ذلك أن الحكم ما أخذ هذا عن عايشة ابنة سعد وإنما أخذه عن مصعب بن سعد، كذلك رواه غير الليث في روايته المأمون عليها، الضابط لها، الحجة فيها، وهو شعبة بن الحجاج.
3 - الفقيه أبو عبد الله المحاملي البغدادي المتوفى 330 * صححه في " أماليه " ص55.
4 - أبو عبد الله الحاكم المتوفى 405 * رواه بعدة طرق وصححها في " المستدرك ".
5 - أبو محمد أحمد بن محمد العاصمي * قال في " زين الفتى ": قال النبي صلى الله عليه وسلم:
من كنت مولاه فعلي مولاه. وهذا حديث تلقته الأمة بالقبول، وهو موافق بالأصول. ثم رواه بطريق شتى كما مرت في محلها.
6 - الحافظ ابن عبد البر القرطبي المتوفى 463 * قال في الاستيعاب ج 2 ص 373 بعد ذكر حديث المؤاخاة وحديثي الراية والغدير: هذه كلها آثار ثابتة.
7 - الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي المتوفى 483 * قال في كتابه " المناقب " بعد روايته الحديث عن شيخه أبي القاسم الفضل بن محمد الإصبهاني: قال أبو القاسم: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رواه نحو مائة نفس منهم العشرة المبشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة، تفرد علي بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد.
8 - حجة الإسلام أبو حامد الغزالي المتوفى 505 * قال في " سر العالمين " ص 9 أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر: بخ بخ. إلخ.
9 - الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي المتوفى 597 * قال في " المناقب " اتفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة وكان معه من الصحابة ومن الأعراب وممن يسكن حوالي مكة والمدينة مائة وعشرون ألفا وهم الذين شهدوا معه حجة الوداع وسمعوا منه هذه المقالة، وقد أكثر الشعراء في ذلك في تلك الحكاية.
10 - أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 * قال في تذكرته ص 18 بعد ذكره الحديث مع صدره وذيله وتهنئة عمر بعدة طرق: وكل هذه الروايات خرجها أحمد بن حنبل في الفضايل بزيادات، فإن قيل: فهذه الرواية التي فيها قول عمر رضي الله عنه: أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ضعيفة. فالجواب: إن هذه الرواية صحيحة. وإنما الضعيف حديث رواه أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب عن عبد الله بن علي بن بشر عن علي بن عمر الدارقطني عن أبي نصر حبشون (1) بن موسى بن أيوب الخلال يرفعه إلى أبي هريرة وقال في آخرة: لما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه. نزل قوله: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي الآية. قالوا:
وقد إنفرد بهذا الحديث حبشون ونحن نقول: نحن ما استدللنا بحديث حبشون بل بالحديث الذي رواه أحمد في الفضايل عن البراء بن عازب وإسناده صحيح. إلى أن قال: اتفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي حجة، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث. نص صلى الله عليه وسلم على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة.
11 - ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 655 * عده في شرح نهج البلاغة ج 2 ص 449 من الأخبار العامة الشايعة من فضايل أمير المؤمنين، وقال في ص 148: استفاضة حديث احتجاج أمير المؤمنين يوم الشورى وفيه حديث الغدير.
12 - الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى 658 * قال في " كفاية الطالب " ص 15 بعد ذكر الحديث من طرق أحمد: أقول، هكذا أخرجه في مسنده وناهيك به راويا بسند واحد وكيف وقد جمع طرقه مثل هذا الإمام. وقال بعد روايته من طرق الحافظ أبي عيسى الترمذي في جامعه: وجمع الدارقطني الحافظ طرقه في جزء، وجمع الحافظ ابن عقدة الكوفي كتابا مفردا فيه، ورووا[1] أهل السير والتواريخ قصة غدير خم، وذكره محدث الشام في كتابه بطرق شتى عن غير واحد من الصحابة والتابعين، أخبرني بذلك عاليا المشايخ. وروى بإسناده ص 17 عن المحاملي ثم قال: قلت: هذا حديث مشهور حسن روته الثقات، وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض حجة في صحة النقل.
13 - الشيخ أبو المكارم علاء الدين السمناني المتوفى 736 * قال (في العروة الوثقى): وقال " رسول الله " لعلي عليه السلام وسلام الملائكة الكرام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي. وقال في غدير خم بعد حجة الوداع على ملأ من المهاجرين والأنصار آخذا بكتفه: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. وهذا حديث متفق على صحته، فصار سيد الأولياء وكان قلبه على قلب محمد عليه التحية والسلام، وإلى هذا السر أشار سيد الصديقين صاحب غار النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر حين بعث أبا عبيدة ابن الجراح إلى علي لاستحضاره قال: يا أبا عبيدة؟ أنت أمين هذه الأمة أبعثك إلى من هو في مرتبة من فقدناه بالأمس ينبغي أن تتكلم عنده بحسن الأدب. إلى آخر مقالته بطولها.
14 - شمس الدين الذهبي الشافعي المتوفى 748 * مر ص 156: إنه أفرد كتابا في حديث الغدير. وذكره بطرق شتى في " تلخيص المستدرك " وصحح غير واحد منها ويأتيك قوله: صدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، و أما: اللهم وال من والاه. فزيادة قوية الإسناد.
15 - الحافظ عماد الدين ابن كثير الشافعي الدمشقي المتوفى 774 * روى في تأريخه 5 ص 209 عن سنن الحافظ النسائي عن محمد بن المثنى عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن الأعمش " سليمان " عن حبيب بن ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم بلفظه المذكور بطريق النسائي ص 30 ثم قال: تفرد به النسائي من هذا الوجه قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح. وروى حديث المناشدة في الرحبة[2] وقال: هذا إسناد جيد. ورواه بطرق أحمد عن زيد وقال: هذا إسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن، وقد صحح الترمذي بهذا السند حديثا في الريث. ورواه بطريق ابن جرير الطبري عن سعد بن أبي وقاص وقال: قال شيخنا الذهبي: وهذا حديث حسن غريب[3] ورواه بطريق آخر عن جابر بن عبد الله وقال: قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن. ورواه بطرق أخرى ثم قال: قال الذهبي: وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله قاله. وأما: اللهم وال من والاه. فزيادة قوية الإسناد.
16 - الحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى 807 * روى في مجمع الزوايد ج 9 ص 104 - 109 حديث الركبان المذكور من طريق أحمد والطبراني فقال رجال أحمد ثقات. وروى حديث المناشدة من طريق أحمد عن أبي الطفيل وقال: رجاله رجال الصحيح إلا فطر وهو ثقة. ورواه من طريق أحمد الآخر عن سعيد بن وهب وقال: رجاله رجال الصحيح. ورواه من طريق البزار عن سعيد وزيد ثم قال: رجاله رجال الصحيح إلا فطر وهو ثقة. ورواه من طريق أبي يعلى عن عبد الرحمن بن أبي يعلى ووثق رجاله. ورواه من طريق أحمد عن زياد بن أبي زياد ووثق رجاله. ورواه عن حبشي بن جنادة من طريق الطبراني ووثق رجاله. ورواه بطرق وأسانيد أخرى وصححها ووثق رجالها.
17 - شمس الدين الجزري الشافعي المتوفى 833 * روى حديث الغدير بثمانين طريقا، وأفرد في إثبات تواتره رسالته " أسنى المطالب " المطبوعة، وقال بعد ذكر مناشدة أمير المؤمنين يوم الرحبة: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وهو متواتر أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا إطلاع له في هذا العلم فقد ورد مرفوعا عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير ابن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، والعباس بن عبد المطلب وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وحبشي بن جنادة، وعبد الله بن مسعود، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عمر، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وأسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري، و سهل بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسمرة بن جندب، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وصح عن جماعة منهم ممن يحصل القطع بخبرهم، وثبت أيضا أن هذا القول كان منه صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم كما أخبرنا شيخنا أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي قراءةً عليه: أخبرنا الإمام فخر الدين علي بن أحمد المقدسي. ثم ذكر حديث المناشدة بعدة طرق.
18 - الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى 852 * رواه في " تهذيب التهذيب " في مواضع بعدة طرق منها ج 7: 337، وقال ص 339: قلت: لم يجاوز المؤلف (أبو الحجاج المزي المتوفى 742) ما ذكر ابن عبد البر، وفيه مَقنَع ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط، وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر، وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر. وقال في فتح الباري 7 ص 61: وأوعب من جمع مناقبه (يعني عليا) من الأحاديث الجياد النسائي في كتاب " الخصائص " وأما حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا، وقد استودعها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان. وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.
19 - أبو الخير الشيرازي الشافعي قال في (إبطال الباطل): وأما ما روي من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره يوم غدير خم حين أخذ بيد علي وقال: ألست أولى؟ فقد ثبت هذا في الصحاح وقد ذكرنا سره في ترجمة كتاب [كشف الغمة في معرفة الأئمة].
20 - الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفى 911 * قال: إنه حديث متواتر. وحكاه عنه غير واحد ممن تأخر عنه.
21 - الحافظ أبو العباس شهاب الدين القسطلاني المتوفى 923 * قال في " المواهب اللدنية " ج7 ص 13: وأما حديث الترمذي والنسائي: من كنت مولاه فعلي مولاه. إلى قوله: و طرق هذا الحديث كثيرة جدا استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد له وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.
22 - الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيتمي المكي المتوفى 974 * قال في " الصواعق المحرقة " ص 25 عند رد استدلال الشيعة بحديث الغدير: وجواب هذه الشبهة التي هي أقوى شبههم يحتاج إلى مقدمة وهي بيان الحديث ومخرجه، وبيانه: إنه حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، فطرقه كثيرة جدا، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته كما مر وسيأتي، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحته، ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم. وقول بعضهم: إن زيادة اللهم وال من والاه. إلى آخره موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها، ثم تكلم في مقام الرد عليه في تواتره تارة وفي مفاده أخرى فقال: ولفظه عند الطبراني وغيره بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم خطب بغدير خم تحت شجرات فقال: أيها الناس؟ إنه قد نبأني اللطيف الخبير ... إلى آخر كلامه. وقال في ص 73 في عد مناقب أمير المؤمنين عليه السلام: الحديث الرابع: قال صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.. الحديث. وقد مر في حادي عشر الشبه وإنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا[4] وإن كثيرا من طرقه صحيح أو حسن.
23 - جمال الدين الحسيني الشيرازي المتوفى 1000هـ * قال في (أربعينه) بعد ذكر حديث الغدير ونزول آية سأل سائل في القضية: أصل هذا الحديث سوى قصة الحارث تواتر عن أمير المؤمنين عليه السلام، وهو متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، ورواه جمع كثير وجم غفير من الصحابة فرواه ابن عباس، ثم روى لفظ ابن عباس وحذيفة ابن أسيد الغفاري وحديث الركبان.
24 - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن صلاح الدين الحنفي * قال في [المعتصر من المختصر] ص 413: روى أبو الطفيل واثلة بن الأسقع[5] قال: جمع الناس علي بن أبي طالب في الرحبة فقال: انشد بالله عز وجل كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول ما سمع؟ فقام أناس من الناس فشهدوا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ وهو قائم ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه. قال أبو الطفيل: فخرجت وفي نفسي منه شيء فلقيت زيد بن أرقم فأخبرته فقال: ما تتهم أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يلتفت إلى من أنكر خروج علي إلى الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم و مروره في طريقه بغدير خم، وقال: قدم علي من اليمن بالبدن، لأنه وإن لم يكن معه في خروجه إلى الحج فكان معه في رجوعه على طريقه الذي كان مروره به بغدير خم، فيحتمل أنه كان هذا الكلام في الرجعة يؤيده الحديث الصحيح: إنه كان القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خم في رجوعه إلى المدينة من حجه عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحاته فقممن. وذكر الحديث بلفظ زيد المذكور من طريق النسائي ص 30.
25 - الشيخ نور الدين الهروي القاري الحنفي المتوفى 1014 * قال في [المرقاة شرح المشكاة] ج 5 ص 568 بعد رواية الحديث بطرق شتى: والحاصل أن هذا حديث صحيح لا مرية فيه، بل بعض الحفاظ عده متواترا إذ في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته وقال ص 584: رواه أحمد في مسنده وأقل مرتبته أن يكون حسنا، فلا التفات لمن قدح في ثبوت هذا الحديث.
26 - زين الدين المناوي الشافعي المتوفى 1031 * قال في " فيض القدير "ج6 ص 218: قال ابن حجر: حديث كثير الطرق جدا قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد منها صحاح ومنها حسان. وفي بعضها: قال ذلك يوم غدير خم، وزاد البزار[6] في روايته: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، ولما سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا فيما أخرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص: أمسيت يا بن أبي طالب؟ مولى كل مؤمن ومؤمنة. وأخرج أيضا: قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من الصحابة قال: إنه مولاي. ثم قال: بعد رواية حديث نزول آية: سأل سائل بعذاب واقع.
يوم الغدير: قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح. وقال المصنف (السيوطي) حديث متواتر.
27 - نور الدين الحلبي الشافعي المتوفى 1044 * ذكره في " السيرة الحلبية "ج3 ص 302 ما مر عن ابن حجر من صحة الحديث ووروده بأسانيد صحاح وحسان وعدم الالتفات إلى القادح في صحته، وعدم كون ذيله موضوعا، ووروده من طرق صحح الذهبي كثيرا منها.
28 - الشيخ أحمد بن باكثير المكي الشافعي المتوفى 1047 * قال في " وسيلة المآل في مناقب الآل " بعد رواية الحديث بلفظ حذيفة بن أسيد، وعامر بن ليلى، و ابن عباس، والبراء بن عازب: أخرج هذه الرواية البزار برجال الصحيح عن فطر بن خليفة وهو ثقة. وعن أم سلمة رضي الله عنها فذكر لفظها ثم لفظ سعد بن أبي وقاص فقال: أخرج الدارقطني في الفضايل عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول: علي بن أبي طالب عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بهم والأخذ بهديهم فإنهم نجوم الهدى من اقتدى بهم اهتدى، وخصه أبو بكر بذلك رضي الله عنه لأنه الإمام في هذا الشأن وباب مدينة العلم والعرفان فهو إمام الأئمة و عالم الأمة، وكأنه أخذ ذلك من تخصيصه صلى الله عليه وسلم له من بينهم يوم غدير خم بما سبق، وهذا حديث صحيح لا مرية فيه ولا شك ينافيه، وروي عن الجم الغفير من الصحابة وشاع واشتهر، وناهيك بمجمع حجة الوداع، قال شيخ الإسلام العسقلاني رحمه الله تعالى: حديث من كنت مولاه. أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان. ويدل على ذلك ما روى أبو الطفيل رضي الله عنه: إن عليا رضي الله عنه وكرم وجهه جمع الناس وهو خليفة في الرحبة موضع بالعراق ثم قام فحمد الله وأثنى عليه... الخ كلامه.
29- الشيخ محمود بن محمد الشيخاني القادري المدني * قال في (الصراط السوي في مناقب آل النبي): ومن تلك الأحاديث الواردة الصحيحة قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الترمذي والنسائي والإمام أحمد وغيرهم، وكم حديث صحيح ما أخرجه الشيخان. ثم روى حديث الرحبة بلفظ سعيد ابن وهب فقال: قال الذهبي: هذا حديث صحيح. ثم ذكر رواية أحمد حديث الرحبة عن أبي الطفيل وزيد بن أرقم فقال: قال الحافظ الذهبي: هذا الحديث صحيح غريب[7] ثم رواه من طريق أبي عوانة عن أبي الطفيل عن زيد فقال: قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح. ثم رواه من طريق الحافظين أبي يعلى والحسن بن سفيان فقال: قال الحافظ الذهبي: هذا حديث حسن اتفق على ما ذكرنا جمهور أهل السنة.
30- السيد محمد البرزنجي الشافعي المتوفى 1103 * قال في تأليفه (النواقض):
اعلم أن الشيعة يدعون أن هذا الحديث نص جلي في إمامة علي رضي الله عنه وهو أقوى شبههم. والقدر الذي ذكرناه وهو: من كنت مولاه فعلي مولاه. من دون تلك الزيادة من الحديث صحيح وروي من طرق كثيرة.
31- ضياء الذين المقبلي المتوفى 1108 * عد حديث الغدير في كتابه - الأبحاث المسددة في الفنون المتعددة - من الأحاديث المتواترة المفيدة للعلم.
وفي تعليق [هداية العقول إلى غاية السئول] ج2 ص 30: نقل العلامة السيد عبد الله بن علي الوزير في " طبق الحلوى " تاريخه المعروف عن السيد محمد إبراهيم: إن حديث من كنت مولاه. له مائة وخمسون طريقا، لكن لم يعرف كل ذلك من حفاظ الحديث إلا الأفراد، وقال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير رحمه الله: إن له مائة وخمسين طريقا. قال العلامة المقبلي بعد سرده لبعض طرق هذا الحديث: فإن لم يكن هذا معلوما فما في الدين معلوم. وجعل هذا في الفصول من المتواتر لفظا و كذلك حديث المنزلة، وأقر الجلال كلام الفصول في تواتر حديث الغدير ولم يسلمه في حديث المنزلة قال: وإنما هو (يعني حديث المنزلة) صحيح مشهور لا متواتر.
وقال السيد الأمير محمد الصنعاني المذكور في - الروضة الندية شرح التحفة العلوية -: وحديث الغدير متواتر عند أكثر أئمة الحديث، قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة الطبري: ألف محمد بن جرير فيه كتابا. وقال الذهبي: وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه. وقال الذهبي في ترجمة الحاكم: فله طرق جيدة أفردتها بمصنف. قلت: عده الشيخ المجتهد نزيل حرم الله ضياء الدين صالح بن مهدي المقبلي في الأحاديث المتواترة التي جمعها في أبحاثه، وهو من أئمة العلم والتقوى والإنصاف، ومع إنصاف الأئمة بتواتره فلا يمل بإيراد طرقه بل يتبرك ببعض منها.
32- الشيخ محمد صدر العالم * قال في - معارج العلى في مناقب المرتضى - :
ثم اعلم أن حديث الموالاة متواتر عند السيوطي رحمه الله كما ذكره في (قطف الأزهار) فأردت أن أسوق طرقه ليتضح التواتر فأقول: أخرج أحمد والحاكم عن ابن عباس وابن أبي شيبة وأحمد عنه عن بريدة، وأحمد وابن ماجة عن البراء. والطبراني عن جرير، وأبو نعيم عن جندع الأنصاري وابن قانع عن حبشي بن جنادة، والترمذي وقال: حسن غريب. والنسائي والطبراني والضياء المقدسي عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم أو حذيفة بن أسيد. وابن أبي شيبة والطبراني عن أبي أيوب. وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم والضياء عن سعد بن أبي وقاص. والشيرازي في الألقاب عن عمر. والطبراني عن مالك بن الحويرث. وأبو نعيم في فضايل الصحابة عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم وابن عقدة في كتاب الموالاة عن حبيب بن بديل بن ورقاء وقيس بن ثابت وزيد بن شراحيل الأنصاري. وأحمد عن علي وثلاثة عشر رجلا. وابن أبي شيبة عن جابر. وأخرج أحمد وابن أبي عاصم في السنة عن زاذان بن عمر قال: سمعت عليا في الرحبة (فذكر إلى آخر الحديث) ثم قال: وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم (فذكر لفظهما ثم قال): وأخرج الطبراني عن ابن عمر. وابن أبي شيبة عن أبي هريرة واثنى عشر من الصحابة. وأحمد والطبراني والضياء عن أبي أيوب وجمع من الصحابة. والحاكم عن علي وطلحة. وأحمد والطبراني والضياء عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلا من الصحابة. وأبو نعيم في فضايل الصحابة عن سعد. والخطيب عن أنس. وأخرج عبد الله بن أحمد وأبو يعلى وابن جرير والخطيب والضياء عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: شهدت عليا في الرحبة (فذكر الحديث بتمامه) ثم قال: وأخرج الطبراني عن عمرو بن مرة وزيد ابن أرقم معا. وأخرج الطبراني والحاكم عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (فذكر الحديث باللفظ الذي أسلفناه) فقال: وأخرج الطبراني عن حبشي بن جنادة. وأخرج أبو نعيم في فضايل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب.
33- السيد ابن حمزة الحراني الدمشقي الحنفي المتوفى 1120 * روى حديث الغدير في كتابه " البيان والتعريف " ج2 ص 136 و 230 من طرق الترمذي و النسائي والطبراني والحاكم والضياء المقدسي، ثم قال: قال السيوطي حديث متواتر.
34 - أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 * قال في " شرح المواهب "ج7 ص 13 بعد ذكر كلام المصنف ص 300: وخصه لمزيد علمه، ودقائق استنباطه وفهمه، وحسن سيرته، وصفاء سريرته، وكرم شيمه، ورسوخ قدمه (إلى أن قال): و للطبراني وغيره بإسناد صحيح: إنه صلى الله عليه وسلم خطب بغدير خم وهو موضع بالجحفة برجعة من حجة الوداع (فذكر الحديث) وفيه: يا أيها الناس؟ إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، و أدر الحق معه حيث دار. وزعم بعض أن زيادة: اللهم وال... الخ. موضوعة، مردودة بأن ذلك جاء من طرق صحح الذهبي كثيرا منها، وروى الدارقطني عن سعد قال: لما سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا: أمسيت يا بن أبي طالب؟ مولى كل مؤمن ومؤمنة (ثم ذكر حديث نزول آية سأل سائل حول القضية وترجم ابن عقدة وأثنى عليه فقال): وهو متواتر رواه ستة عشر صحابيا[8] وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته، فلا التفات إلى من قدح في صحته ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج معه صلى الله عليه وسلم.
35 - شهاب الدين الحفظي الشافعي، قال في - ذخيرة الأعمال في شرح عقد جواهر الآل -: هذا حديث صحيح لا مرية فيه أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة. قال الإمام أحمد رحمه الله: وشهد به لعلي ثلاثون صحابيا لما نوزع في أيام خلافته.
36 - ميرزا محمد البدخشي * قال في " نزل الأبرار " ص 21: هذا حديث صحيح مشهور، ولم يتكلم في صحته إلا متعصب جاحد لا اعتبار بقوله، فإن الحديث كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وقد نص الذهبي على كثير من طرقه بالصحة، ورواه من الصحابة عدد كثير.
وقال في [مفتاح النجا في مناقب آل العبا]: أخرج الحكيم في " نوادر الأصول " و الطبراني بسند صحيح في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب بغدير خم تحت شجرة فقال: يا أيها الناس؟ قد نبأني اللطيف الخبير - إلى آخر كلامه. قال: وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما - باللفظ الذي أسلفناه ص 30 - ثم قال: وأخرج أحمد عن علي وأبي أيوب الأنصاري. وعمرو بن مرة. وأبو يعلى عن أبي هريرة. وابن أبي شيبة عنه وعن اثنى عشر من الصحابة. والبزار عن ابن عباس وعمارة وبريدة. والطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وأبي أيوب وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس. والحاكم عن علي وطلحة. وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد. والخطيب عن أنس رضي الله عنهم - ثم ذكر الحديث فقال: وفي رواية أخرى للطبراني عن عمرو بن مرة وزيد بن أرقم وحبشي بن جنادة رضي الله عنهم مرفوعا بلفظ: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه. وعند ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا:
اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه. وفي أخرى لأبي نعيم في " فضائل الصحابة " عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب معا مرفوعا: ألا؟ إن الله وليي وأنا ولي كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي مولاه. ولأحمد في رواية أخرى.
ولابن حبان والحاكم والحافظ أبي بشر إسماعيل بن عبد الله العبدي الاصبهاني المشهور بسمويه عن ابن عباس عن بريدة (وذكر لفظه) وللطبراني في رواية أخرى عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (وذكر لفظه) وعند الترمذي والحاكم عن زيد بن أرقم (وذكر لفظه) أقول: هذا حديث صحيح مشهور نص الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة. وهو كثير الطرق جدا. وقد استوعبها الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة في كتاب مفرد. وأخرج أحمد عن أبي الطفيل قال جمع علي كرم الله وجهه الناس في الرحبة (ثم ذكر حديث الرحبة).
37 - مفتي الشام العمادي الحنفي الدمشقي المتوفى 1171 * عده في - الصلاة الفاخرة - ص 49 من الأحاديث المتواترة، يرويه كما قال في أول كتابه من عشرة مشايخ فأكثر نقلا عن الترمذي والبزار وأحمد والطبري وأبي نعيم وابن عساكر وابن عقدة وأبي يعلى.
38 - أبو العرفان الصبان الشافعي المتوفى 1206 * قال في (إسعاف الراغبين) في هامش نور الأبصار ص 153 بعد رواية الحديث: رواه عن النبي ثلاثون صحابيا، وكثير من طرقه صحيح أو حسن.
39- السيد محمود الآلوسي البغدادي المتوفى 1270 * قال في " روح المعاني " 2 ص 249: نعم ثبت عندنا أنه صلى الله عليه وسلم قال في حق الأمير هناك (يعني غدير خم): من كنت مولاه فعلي مولاه.
وقال في ج 2 ص 350:
قال الذهبي: إنه صحيح. ونقل عن الذهبي أيضا أنه قال: إن من كنت مولاه. متواتر يتيقن أن رسول الله قاله، وأما أللهم؟ وال من والاه: فزيادة قوية الإسناد.
40 - الشيخ محمد الحوت البيروتي الشافعي المتوفى 1276 * قال في " أسنى المطالب " ص 227: حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. رواه أصحاب السنن غير أبي داود ورواه أحمد وصححوه. وروي بلفظ: من كنت وليه فعلي وليه. ورواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه.
41 - المولوي ولي الله اللكهنوي * قال في - مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين - بعد ذكر الحديث بغير واحد من طرقه ما تعريبه: وليعلم أن هذا الحديث صحيح وله طرق عديدة، وقد أخطأ من تكلم في صحته إذ أخرجه جمع من علماء الحديث مثل الترمذي والنسائي، ورواه جمع من الصحابة وشهدوا به لعلي في أيام خلافته، ثم ذكر حديث المناشدة وإصابة الدعوة.
42 - الحافظ المعاصر شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الحضرمي * قال في كتابه: " تشنيف الآذان " ص 77: وأما حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. فتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية نحو ستين شخصا.
-عدم تخريج البخاري ومسلم للحديث:
عدم إخراج البخاري ومسلم هذا الحديث المتفق على صحته وتواتره لا يكون قدحا في الحديث إن لم يكن نقصا في الكتابين ومؤلفيهما. كما إنهما قد اعترفا بأنهما لم يخرجا كل الصحيح. قال البخاري: ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول.
وقال مسلم: ليس كل صحيح وضعته هنا إنما وضعت هنا ما أجمعوا عليه.
نص حديث الغدير:-
لا بد من ذكر نص أو نصين من حديث الغدير عن بعض المصادر المعتبرة: أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح عن زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بواد يقال له : وادي خم ، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير ، قال : فخطبنا ، وظلل لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس ، فقال رسول الله : ألستم تعلمون ؟ ألستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه ، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه[9].
وأخرج النسائي بسند صحيح عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من حجة الوداع ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقَممن - أي فكنسن - ثم قال : كأني قد دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ، ثم إنه أخذ بيد علي ( رضي الله عنه ) وقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . يقول أبو الطفيل : فقلت لزيد: سمعته من رسول الله ؟ فقال : إنه - وفي بعض الألفاظ : والله ، بدل إنه - ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه[10]. فهذان لفظان بسندين معتبرين عن زيد بن أرقم.
وهنا ملاحظات لا بد من الإشارة إليها:
الملاحظة الأولى : في حديث الغدير في صحيح مسلم[11]، وفي المسند[12]، وفي غيرهما يقول الراوي : فخطبنا أو يقول قام فينا خطيبا ، لكن في المستدرك[13]: فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، وفي مجمع الزوائد لأبي بكر الهيثمي الحافظ[14]: فوالله ما من شئ يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ. أليس من حقنا أن نسأل الرواة ، أن نسأل المحدثين ، أن نسأل الأمناء على سنة رسول الله : أين هذه الخطبة ، خطبة الغدير التي لم يترك رسول الله يوم الغدير شيئا يكون إلى يوم القيامة إلا قد أخبرنا به؟
الملاحظة الثانية : هناك قاعدة في علم الحديث يعبرون عنها بقاعدة الحديث يفسر بعضه بعضا ، إن الحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا ، ونحن في هذين اللفظين المذكورين المرويين بسندين صحيحين ، نرى أحدهما يقول : من كنت مولاه فإن عليا مولاه ، والآخر يقول : من كنت وليه فهذا وليه ، فلو كان هناك إبهام في معنى كلمة المولى ومجئ هذه الكلمة بمعنى الولي ، ومجئ هذه الكلمة بمعنى الأولى ، لو كان هناك إبهام ، فإن اللفظ الثاني يفسر اللفظ الأول . وكم من شواهد من هذا القبيل عندنا في الحديث ، هذه الشواهد الكثيرة الصحيحة سندا تأتي مفسرة للفظ المولى لو كان هناك حاجة إلى تفسير هذه الكلمة.
الملاحظة الثالثة : إن مسلم بن الحجاج يروي هذا الحديث في صحيحه إلى حد حديث الثقلين ، وذلك لأنه كان عندنا في لفظ النسائي أنه قال : كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي إلى آخر هذا الحديث ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن إلى آخره. ومسلم يروي هذا الحديث إلى حد الحديث الأول وهو حديث إني تارك فيكم الثقلين ، مع تغيير في الألفاظ ، ولا يروي بقية الحديث مما يتعلق ب من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : حينئذ ، لا بد من بيان وجه الاستدلال بهذا الحديث المتواتر قطعا على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . وجه الاستدلال بهذا الحديث يتلخص في أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد أن أخذ منهم الإقرار وأشهدهم على أنه أولى بهم من أنفسهم ، مشيرا إلى قوله تعالى : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم )، مقتضى هذه الآية المباركة كون النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل ما لهم الولاية عليه ، فأخذ منهم الإقرار على هذا المعنى ، ثم فرع على ذلك بقوله : فمن كنت وليه ويوجد في بعض الألفاظ فمن كنت أميره فعلي مولاه فعلي وليه فعلي أميره إلى آخره ، فأثبت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ما ثبت له من الأولوية بالناس من الناس ، أي من أنفسهم ، ثم إنهم جميعا بايعوه على هذا وسلموا عليه بإمرة المؤمنين ، وهنأوه ، ونظمت فيه الأشعار . ومحور الاستدلال بحديث الغدير كلمة مولى ، ومجئ هذه الكلمة بمعنى الأولى ، وذلك موجود في القرآن الكريم في سورة الحديد ، موجود في الأحاديث النبوية المعتبرة حتى في الصحيحين ، موجود في الأشعار العربية والاستعمالات الفصيحة . وحينئذ ، يتم الاستدلال على ضوء الكتاب والسنة والاستعمالات العربية الصحيحة الفصيحة . وإذا كان أمير المؤمنين بمقتضى هذا الحديث أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فكل من عدا رسول الله ، كل من كان مؤمنا عدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كان مؤمنا حقيقة أو ادعي له الإيمان ، فعلي أولى به من نفسه ، بما فيهم كبار الصحابة ومشايخ القوم و . . . إلى آخره . هذا وجه الاستدلال.
إشكالات القوم:-
مسألة مجئ المولى بمعنى الأولى عمدة الإشكال، يقول الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثنا عشرية : بأن لفظة مولى لا تجئ بمعنى الأولى بإجماع أهل اللغة . فهو ينفي مجئ المولى بمعنى الأولى ، ويدعي إجماع أهل اللغة على هذا النفي.
نقول في الجواب:
أولا: قد لا نستدل بالحديث المشتمل على لفظ المولى ، ونستدل بالأحاديث الأخرى التي جاءت بلفظ الولي و الأمير ونحو ذلك من الألفاظ .
ثانيا : نقول بأن الحديث يفسر بعضه بعضا ، فالألفاظ الأخرى رافعة للإبهام المدعى وجوده في هذا اللفظ ، ولا تبقى حينئذ مشكلة .
الجواب الثالث : الآية الكريمة الموجودة في سورة الحديد في القرآن الكريم وهي قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }[15]، دالة على مجئ كلمة المولى بمعنى الأولى، فالمعنى هي أولى بكم، وثمة الكثير من كبار علماء اللغة والتفسير والأدب[16] - وهم من أهل السنة - يصرحون وينصون على مجئ مولى بمعنى الأولى ، فمنهم : 1 - أبو زيد الأنصاري ، اللغوي المعروف . 2 - أبو عبيدة البصري معمر بن المثنى . 3 - أبو الحسن الأخفش . 4 - أبو العباس ثعلب . 5 - أبو العباس المبرد . 6 - أبو إسحاق الزجاج . 7 - أبو بكر ابن الأنباري . 8 - أبو النصر الجوهري ، صاحب كتاب صحاح اللغة . 9 - جار الله الزمخشري ، صاحب الكشاف . 10 - الحسين البغوي ، صاحب التفسير وصاحب مصابيح السنة . 11 - أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي . 12 - البيضاوي ، صاحب التفسير المعروف . 13 - النسفي ، صاحب التفسير المعروف . 14 - أبو السعود العمادي ، صاحب التفسير المعروف . إذن ، يتلخص الجواب عن هذه الشبهة بالقرآن الكريم.
ومن شبهاتهم قولهم إن حديث الغدير يدل على إمامة علي ( عليه السلام ) بعد عثمان. لكن هذا الحمل :
أولا : يحتاج إلى أدلة تفيد حقية ما يذهبون إليه في الإمامة والخلافة بعد رسول الله ، فإن أقاموا الدليل على صحة إمامة المشايخ الثلاثة كان حديث الغدير دالا على إمامة علي بعدهم ، ولكن لو كان هناك حديث معتبر على معتقدهم لما كان بيننا نزاع ، لو كان هناك حديث يفيد القطع واليقين ويكون متفقا عليه بين الطرفين ، لما كان بيننا نزاع . إذن ، هذه الدعوى أول الكلام ، وهي مصادرة بالمطلوب
ثانيا : مفاد حديث الغدير إن عليا أولى بهؤلاء من أنفسهم فكيف يكون بعد عثمان.
ثالثا: ماذا يفعلون بالأحاديث الصحيحة الواردة في تهنئة المشايخ لعلي يوم غدير خم ومبايعتهم له بالإمامة والخلافة ، وقد أصبحت كلمة عمر بخ بخ لك يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة من أشهر الكلمات. فكيف يحمل حديث الغدير على إفادة الإمامة بعد عثمان مع تلك البيعة ؟ وهل بايعوا على أن يكون بعد ثالثهم ؟ وهذا الوجه أيضا لا يفيد وهم ملتفتون إلى هذا .
وقد يحاول المعاندون التهرب من الأخذ بمفاد هذا النصّ المتواتر الجليّ بدعوى أنّه لو كان الأمر كذلك فلماذا لم تأخذه الصحابة مقياساً بعد النبي؟ وليس من الصحيح إجماع الصحابة وجمهور الأُمّة على ردّ ما بلَّغه النبيّ في ذلك المحتشد العظيم.
والجواب عنه إن من رجع إلى تاريخ الصحابة يرى لهذه الأُمور نظائر كثيرة في حياتهم السياسية، منها: رزيّة يوم الخميس التي رواها الشيخان وغيرهما[17]، ومنها سريّة أُسامة[18]، و منها صلح الحديبية واعتراض لفيف من الصحابة[19].
[1] - كذا والصحيح: روى
[2] - حين ناشد علي ع إبان خلافته من سمع من النبي حديث الغدير
[3] - لعل منشأ الغرابة كونه فضيلة لعلي ع ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[4]- هؤلاء هم الشهود لعلي عليه السلام يوم الرحبة لا كل رواة الحديث.
[5]- كذا في المعتصر والصحيح: أبو الطفيل عامر بن واثلة.
[6]- هذه الزيادة ليست للبزار فحسب بل أخرجها الكثير من الحفاظ.
[7] - ليس لغرابته وجه بالمعنى الاصطلاحي ولا بغيره إلا كونه في فضل أمير المؤمنين (ع).
[8] - هذا ما وصلت إليه إحاطته وهو يرى تواتر الحديث به. والصحيح إن رواته من الصحابة تربو على المائة.
[9] - مسند أحمد 5 / 501 رقم 18838 - دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1414 ه
[10] - فضائل الصحابة : 15 رقم 45 - دار الكتب العلمية - بيروت . خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 96 رقم 79 - مكتبة المعلا - الكويت - 1406 ه .
[11] - صحيح مسلم 4 / 1873 رقم 36 - دار الفكر - بيروت - 1398 ه .
[12] - مسند أحمد 5 / 498 رقم 18815 .
[13] - مستدرك الحاكم 3 / 533 - دار الفكر - بيروت - 1398 ه .
[14] - مجمع الزوائد 9 / 104 - 105 - دار الكتاب العربي - بيروت - 1402 ه .
[15] - الحديد15
[16] - للتفصيل انظر : إلى كتاب عبقات الأنوار ، ونفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - في قسم حديث الغدير - وارجعوا إلى كتاب الغدير للشيخ الأميني رحمة الله عليه ، التفاصيل موجودة هناك.
[17] - أخرجه البخاري في غير مورد لاحظ ج1، باب كتابة العلم، الحديث 3، وج4/70 وج6/10 من النسخة المطبوعة سنة 1314هـ; و الإمام أحمد في مسنده :1/355.
[18] - انظر طبقات ابن سعد:2/189ـ192; الملل والنحل للشهرستاني:1/23.
[19] - انظر: صحيح البخاري: 2/81، كتاب الشروط; صحيح مسلم:5/175، باب صلح الحديبية ; والطبقات الكبرى لابن سعد:2/114.
http://ar.al-mehdyoon.org/adela/al-sunna/ghadeer.html