ورد في التوراة:
النص الأول: جاء في سفر إشعيا الإصحاح الخامس: (26 فَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ مِنْ بَعِيدٍ، وَيَصْفِرُ لَهُمْ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ، فَإِذَا هُمْ بِالْعَجَلَةِ يَأْتُونَ سَرِيعًا. 27لَيْسَ
فِيهِمْ رَازِحٌ وَلاَ عَاثِرٌ. لاَ يَنْعَسُونَ وَلاَ يَنَامُونَ، وَلاَ تَنْحَلُّ حُزُمُ أَحْقَائِهِمْ، وَلاَ تَنْقَطِعُ سُيُورُ أَحْذِيَتِهِمِ. 28الَّذِينَ سِهَامُهُمْ مَسْنُونَةٌ، وَجَمِيعُ قِسِيِّهِمْ مَمْدُودَةٌ. حَوَافِر
ُ خَيْلِهِمْ تُحْسَبُ كَالصَّوَّانِ، وَبَكَرَاتُهُمْ كَالزَّوْبَعَةِ. 29لَهُمْ زَمْجَرَةٌ كَاللَّبْوَةِ، وَيُزَمْجِرُونَ كَالشِّبْلِ، وَيَهِرُّونَ وَيُمْسِكُونَ الْفَرِيسَةَ وَيَسْتَخْلِصُونَهَا وَلاَ مُنْقِذَ. 30يَهِرُّون
َ عَلَيْهِمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ كَهَدِيرِ الْبَحْرِ. فَإِنْ نُظِرَ إِلَى الأَرْضِ فَهُوَذَا ظَلاَمُ الضِّيقِ، وَالنُّورُ قَدْ أَظْلَمَ بِسُحُبِهَا
).
يقول انطنيوس فكري في تفسيره للنص: ( هذا وصف للغزو الأشوري، وهو رمز لغزو إبليس للنفس الخاطئة،... يرفع رآية = أي يدعو الجيش للحرب. يصفر
= ليجمعهم. يأتون سريعاً = للسلب والظلام = ظلام الضيق الذي يصيب النفس في داخلها. وقد سبا جيش أشور فعلاً من يهوذا حوالي 200000 رازح =
متعب. فلا متعب في جيش أشور بالرغم من طول المسافة فهم في منتهي النشاط طمعاً في الغنيمة ولاحظ كسل أولاد الله مع أن لهم وعود بغنائم سماوية ولهم
اسلحة روحية) ( ).
--------------------------------------------------------------------------------
والحق أن الأمر ليس كما قال وذلك لكون النبوءة تبين أمرين:
:
الأول: تبين وجود شخص وصفته بهذا الوصف
فَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ مِنْ بَعِيدٍ، وَيَصْفِرُ لَهُمْ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ، فَإِذَا هُمْ بِالْعَجَلَةِ يَأْتُونَ سَرِيعًا)، وهذا الشخص
بنص النبوءة شخص قائد وممدوح، ويرفع راية للأمم، والأمم جمع أمة، فهو يرفع راية لجميع الامم لا لبعض دون بعض بحسب اطلاق النص، و ينادي
بالناس ويلبونه سريعاً وبعجالة أشخاص موصفين بأوصاف متعددة
.
الثاني: لقد بينت النبوءة أوصاف الذين يلبون النداء
:
1-إنهم يستجيبون للنداء سريعاً ويأتؤن بعجالة تلبيتاً منهم لنصرة داعيهم
.
2-ليس فيهم متعب (رازح)، فلا يشكون من تعب وعناء وإرهاق، وليس فيهم متعثر بمشي (عاثر) على الرغم من وعورة الطريق وخطورته. إنهم لا ينعسون
ولا ينامون بل همهم تلبية النداء وامتثال أمر المنادي، والوصول لهدفهم. وأنّ أحزمتهم لا تنحل بل هم محزمين للعمل بين يدي ولا يحلوا تلك الأحزمة، أي
يعملون باستمرار وبدون فتور؛ ولأستمرارهم بالعمل لا تنفك سيور أحذيتهم فهم مرتدين ثياب العمل دائماً.
3-أسلحتهم حاضرة؛ فهم يجاهدون بالحكمة والموعظة الحسنة، وبكل الطرق لكي يوصلوا هدفهم إلى الناس، فهم قد أعدوا العدة لكي يحاربوا بكل ما أُتوا من
قوة كي يحققوا هدفهم وهو دحض ابليس وجنوده الأوباش؛ لذا يوصفون بأن
سِهَامُهُمْ مَسْنُونَةٌ، وَجَمِيعُ قِسِيِّهِمْ مَمْدُودَةٌ. حَوَافِرُ خَيْلِهِمْ تُحْسَبُ كَالصَّوَّانِ،
وَبَكَرَاتُهُمْ كَالزَّوْبَعَة
--------------------------------------------------------------------------------
ِ ).
4-انهم أولوا قوة فلذا فلهم زمجرة كلبوة الأسد، وهي أنثى الأسد ويقال أنها أشد من الأسد في الافترس، والشبل إسم ولد الأسد، فلهم صوت يخافه كل أحد،
ولقوتهم تراهم يمسكون الفريسة ولا يستنقذها أحد من أيديهم.
5-يهرون على أعدائهم فيكون لهم هدير كهدير البحر، وهو صوته في حالة هيجانه، فهو صوت مخيف مرعب لا يستطيع أحد الوقوف أمامه
.
فهذه أوصاف هؤلاء الذين يلبون نداء الذي يرفع راية للامم.
وهذه الصفات : أي لا ينامون ... و... و... هي صفات أصحاب القائم 6- كما في الروايات عن آل محمد ، فمن هو رافع الراية ( فيرفع راية للأمم ) ؟
! .
أي الذي يطلب البيعة ويجمع الأنصار للإمام المهدي u وعيسى وإيليا والخضر