بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
هل ان الله سبحانه وتعالى وضع قانون يعرف به داعي الحق في كل زمان وهو حجة الله على عباده وخليفة الله في ارضه وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ، والايمان به والتسليم له هو الايمان بالله والتسليم لله والكفر به والالتواء عليه ، هو الكفر بالله والالتواء على الله .
ام ان الله ترك الحبل على الغارب (حاشاه سبحانه وتعالى ) وهو الحكيم المطلق وقدر كل شيء فاحسن تقديره ، ( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)(الرعد:
وهو( عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)(سـبأ: 3).
فالنتيجة ان مقتضى الحكمة الالهية هو وضع قانون لمعرفة خليفة الله في ارضه في كل زمان ، ولابد ان يكون هذا القانون وضع منذ اليوم الاول الذي جعل فيه الله سبحانه خليفة له في ارضه فلا يمكن ان يكون هذا القانون طارئ في احدى رسالات السماء المتاخرة عن اليوم الاول لوجود مكلفين منذ اليوم الاول ، ولا اقل ان القدر المتيقن للجميع هو وجود ابليس كمكلف منذ اليوم الاول
، والمكلف يحتاج هذا القانون لمعرفة صاحب الحق الالهي وإلا فانه سيعتذر عن اتباع صاحب الحق الالهي بانه لم يكن يستطيع التمييز ولا يوجد لديه قانون الهي لمعرفة هذا الخليفة المنصب من قبل الله سبحانه وتعالى . والقدر المتيقن للجميع حول تاريخ اليوم الأول الذي جعل فيه الله خليفة له في أرضه هو :
بعد ان خلق الله ادم (ع) علمه الأسماء كلها .
ثم أمر الله من كان يعبده في ذلك الوقت الملائكة وإبليس بالسجود لآدم .
ان الله نص على ادم وانه خليفته في أرضه بمحضر الملائكة (ع) وإبليس .
قال تعالى
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30)
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31)
(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29)
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف:50)1
هذه الامور الثلاثة هي قانون الله سبحانه وتعالى لمعرفة الحجة على الناس وخليفة الله في ارضه وهذه الامور الثلاث قانون سنه الله سبحانه وتعالى لمعرفة خليفته منذ اليوم الاول ، وستمضي هذه السنة الالهية الى انقضاء الدنيا وقيام الساعة .
(سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الأحزاب:62)
(سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الفتح:23) .
قانون تعيين الامام والقائد وخليفة الله يؤيده العقل السليم
كما انه وببساطة أي انسان يملك مصنع أو مزرعة اوسفينة أو أي شيء فيه عمال يعملون له فيه لابد ان يعين لهم شخصا منهم يرئسهم ولابد ان ينص عليه بالاسم والا ستعم الفوضى كما لابد ان يكون اعلمهم وافضلهم ولابد ان يأمرهم بطاعته ليحقق مايرجو والا فان قصر هذا الانسان في أي من هذه الامور الثلاثة فسيجانب الحكمة إلى السفه . فكيف يُجَّوز الناس على الله ترك أي من هذه الامور الثلاثة وهو الحكيم المطلق ؟!!
لو كان انسان يملك سفينة او مصنع او اي شيء يعمل فيه مجموعة من الناس
اليس من المفروض ان يعين رباناً للسفينة او مديراً للمصنع او قائداً لهؤلاء الناس ثم ان ترك هذا وغرقت السفينة او تلف المصنع او حدث ضرر ما الا يوصف عمله هذا بالسفه او عدم الحكمة
ثم ان عين رباناً للسفينة او مديراً للمصنع او قائداً لهؤلاء الناس ولكنه لم يكن اعلمهم في قيادة السفينة او ادارة المصنع او قيادة هؤلاء الناس وحصل نقص في انتاج المصنع اوحدث طارئ ما تسبب في ضرر معين كغرق السفينة بسبب جهل هذا القائد بقانون تشغيل المصنع او معالجة الطارئ الا يوصف عمله هذا بالسفه او مجانبة الحكمة اليس من المفروض ومقتضى الحكمة اختيار اعلم الموجودين او تزويد المختار بالعلم اللازم ليكون الاكفأ والاقدر على قيادة السفينة وايصالها الى بر الامان وادارة المصنع وتحقيق افضل انتاج .
ولو فرضنا ان هذا الانسان عين رباناً للسفينة او مديراً للمصنع او قائداً لهؤلاء الناس وكان اعلمهم واقدرهم على قيادة السفينة وادارة المصنع ولكنه لم يأمر الناس بطاعة هذا الربان او المدير او القائد وتصرف الناس كل بحسب هواه ورغبته لانهم غير مأمورين بطاعة القائد المعين وحصلت فوضى او اضرار بسبب عدم أمره للناس بطاعة الربان او القائد الا يوصف بانه جانب الحكمة الى السفه ثم ما فائدة تعيينه للقائد الاقدر ان لم يأمر الناس بطاعته
لا اظن ان عاقلاً حكيماً سيقول غير هذا ( يجب تعيين قائد ويجب ان يكون لديه او ان يزود بكل ما يحتاج من العلم ويجب ان يُأمر الذين يقودهم بطاعته )
وهذا موجود في القرآن فمع اول خليفة لله سبحانه في ارضه وضع هذا القانون وهو قانون معرفة خليفة الله وحجته على عباده بل هو قانون معرفة الله لان بمعرفة خليفة الله يعرف الله
فتعيين الامام والقائد وخليفة الله في قوله تعالى :
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30)
وكون هذا الخليفة هو الاعلم في قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31)
والامر بطاعة هذا الخليفة في قوله تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29)
بل ومن يرجع للتوراة والانجيل سيجد نصوصاً كثيرة تنطبق تماما مع النص القرآني في بيان ان قانون معرفة خليفة الله او قانون معرفة الله هو هذه الامور الثلاثة التي بينتها .
فمن هو وصي رسول الله ومن هو اعلم الناس بعد رسول الله ومن الذي أمرَ رسول الله بأمرِ الله الناس بطاعته ، يجب ان يكون هناك شخصاً فيه هذه الامور الثلاثة والا فمن يقول بعدمه يتهم الله سبحانه وتعالى بمجانبة الحكمة
اقول مَنْ ؟ وادع الجواب لمن أسألهم وعسى ان ينصف الناس انفسهم بالجواب الحق
وجدير بنا الالتفات الى ان هناك ومنذ البداية من رفض الانصياع لأمر الله سبحانه وتعالى ورفض ان يكون بينه وبين الله واسطه ورفض ان يكون قبلته الى الله آدم (ع) وهذا الرافض الخبيث هو ابليس لعنه الله (طاووس الملائكة) نعم أؤكد هذا كان من رفض السجود لادم (ع) طاووس الملائكة في حينها ارجو ان يستحضر هذا المعنى كل من يريد الاجابة على السؤال المتقدم قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف:50).
يتبع